ريـآحــيـــن الـــــدعــــــوة

قبل البدء..

زمن الفتن زمن أرهبني كثيراً بعد أن رأيت الشريفات المتحجبات يسرن خلفها قصرن الثياب وضيفن العباءة وتساهلن في مزامير الشيطان فعلمت حينها أنه من واجبي الدعوة والنصح لكي لا أسير في طريقهن وكي لا نكون كقوم إسرائيل يرون المنكر ولا ينكرونه . . . وفكرة تلو فكرة وخوفاً من الهزيمة وردود أفعال المحيطين بي ألهمني الله بفكرة أسأله أن يعينني عليها وجمعت بعضاً من الأخوات الداعيات وصاحبات الهمم العالية . . ولعل أبرز أسباب أختياري لهن: ليثبتن على الإيمان بإذن الله وليعنني على البر والتقوى . . وهنا أضع أول خطواتي

ولِأُمهَآتِنَّآّّآ [ فَضُلٌٌ ] رضي الله عنهن




مطبخ الداعية:ـ

 
 



بإمكانك إضافة أشياء جميلة في مطبخ كـ لوحات تذكرية بالله
أو
سماع شريط قرآني أو محاضرة دينية
وهذا سيعطيك إنطباع جيد وراحة أكثر
وسيجعل وقتك في المطبخ ممتع وسلس
ويمكن لـ أهل بيتك أن يستفيدوا من هذه المحاضرات أو الوحات ولك الأجر في ذلك

بورك فيك

ولِأُمهَآتِنَّآّّآ [ فَضُلٌٌ ] رضي الله عنهن





أفكار توزيعات:ـ


ولِأُمهَآتِنَّآّّآ [ فَضُلٌٌ ] رضي الله عنهن




أفكار دعوية:ـ

جلسة ذكر في وقت الراحة سواء في المدرسة أو الجامعة أو الحلقات
في كل يوم أو أسبوع إن شئتن تتحدثن عن أم من أمهات المؤمنين وتجمعون صفاتها وأبرز أعمالها وفضلها على سائر المؤمنين في دفتر مخصص وليكن لكن حجة يوم القيامة بإذن الله
تداولن الدفتر بينكن بعد الإنتهاء منه وأعيدن قرائته حتماً سيغيركن إلى الأفضل وفي كل يوم ستكتشفن الجديد والمثير في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن


ولِأُمهَآتِنَّآّّآ [ فَضُلٌٌ ] رضي الله عنهن


ولِأُمهَآتِنَّآّّآ [ فَضُلٌٌ ] رضي الله عنهن


ولِأُمهَآتِنَّآّّآ [ فَضُلٌٌ ] رضي الله عنهن








 
ما أجمل أن نجتمع على الخير
نفسر محبتنا بأصدق الأحاديث ونخطوا نحو الجنة بصبرنا وتفانينا
ها أنا اجتمعت بصديقتي [ غادة ] نتحدث عن أمهاتنا وأمهاتكم وأمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
نقتبس منهن ما ينفعنا في ديننا ودنيانا
أنظموا إلينا وأنصتوا لحديثنا
لعل ملائكة الرحمن تحفكم
وتتنزل رحمته وسكينته على قلوبكم

شمس

غادة:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شمس:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غادة:لقد قرأت اليوم عن السيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد رضي الله عنها
شمس:ما أروع هذه الشخصية إني أحبها وأسأل الله أن يجمعني بها في جناته
غادة:آمين.
شمس:لقد ولدت في سنة 68 قبل الهجرة
غادة:لقد سميت بالطهارة
شمس:نعم..لأخلاقها الحميدة وحزمها وعقلها وعفتها
غادة:كانت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ذات مال تتاجر به مع رجال تستأجرهم في رحلتي الصيف والشتاء ليصبح عيرها كعامة عير قريش
شمس:وصلها ما وصل إلى قريش من حديث عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من صدقه وأمانته وخلقه وكرمه
غادة:فبعثت خديجة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه أن يتاجر في مالها وله أكثر من غيره
شمس:وهل وافق رسولنا صلى الله عليه وسلم على هذا العرض
غادة:نعم..ولقد خرج صلى الله عليه وسلم إلى الشام مع غلامها ميسرة وباع سلعتها ثم عاد إلى مكة ومعه ميسرة
شمس:بالتأكيد أن قافلة خديجة رضي الله عنها ربحت ضعف ما تربحه في السنوات الماضية
غادة:أكيد..وأضافت الطاهرة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف ما سمت
شمس:وهل حدثها غلامها ميسرة عن ماراه من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم؟
غادة:نعم..وأعجبت به أشد إعجاب فقليل كهذا الرجل في زمن الشرك والأصنام
شمس:وكيف تزوجته؟
غادة:لقد بعثت إليه تعرض نفسها عليه
شمس:وماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
غادة:أخبر أعمامه في ذلك الأمر
شمس:وما كان تصرف أعمامه؟
غادة:خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع عمه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه
شمس:أذكر أني سمعت مرة بأن ورقة بن نوفل قال مقولة مشهورة عندما علم بأمر الخطبة..أتذكرينها؟
غادة:قال "محمد بن عبد الله يخطب خديجة بنت خويلد الفحل لا يُقدع أنفه"
شمس:ما هو صدقها رضي الله عنها؟
غادة:عشرين بكرة
شمس:وما كانت أعمارهم رضي الله عنهم؟
غادة:كان عمر خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أربعون سنه وعمر الرسول صلى الله عليه وسلم خمس وعشرين سنه
شمس:متى تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم غيرها من أمهات المؤمنين؟
غادة:لم يتزوج غيرها حتى ماتت رضي الله عنها
شمس:وهل أنجبت خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم ولداً؟
غادة:نعم..أنجبت القاسم و عبد الله وزينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة
شمس:أضن أن هذا من فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها
غادة:صدقتي..ومن فضائها أيضا أنها أول من أمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وهي من زملته وهدأته بعد نزول الوحي عليه لأول مرة
شمس:ماذا فعلت للرسول صلى الله عليه وسلم حتى يهدأ؟
غادة:ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وهو نصرانياً وقد ذهب بصره عندما كبر سنه و حكي له الرسول صلى الله عليه وسلم ماراه فقال له ورقة بن نوفل " هذا الناموس الذي أنزل على موسى" وأخبره بأن ما من رسول إلا ويعدوه قومه ويخرجونه
شمس:جزاء الله سيدتنا خديجة أجراً عظيماً على هذا التصرف الحسن
غادة:آمين..وقد كانت تثبته على دعوته وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه من تكذيب و إهانة..وهل سمعتي حديث عائشة عندما غارت من خديجة رضي الله عنها؟
شمس:لا..و ما هو؟
غادة: " ذكر رسول الله يوما خديجة فاطنب في الثناء عليها فادركني ما يدرك النساء من الغيرة فقلت لقد أعقبك الله يا رسول الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين قال فتغير وجه رسول الله تغير لم أره تغير عند شيء قط إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى يعلم رحمة أو عذابا "(1)
شمس:هي من وقفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في محنته وساعدته في دعوته
غادة:لقد توفيت رضي الله عنها في السنة الثالثة قبل الهجرة بمكة ولها من العمر خمس وستين سنة
شمس:ما أقسى هذه المصيبة على الرسول صلى الله عليه وسلم
غادة:لقد كانت وفاتها مصيبة عظيمة تبعتها مصائب وكوارث تحملها النبي صلى الله عليه وسلم برباطة وصبر على المكاره ورضاء من الحق عز وجل
شمس:أتعرفين من هي سودة؟:أتقصدين زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة رضي الله عنها؟
غادة:نعم...قرأت عنها اليوم
شمس:إذا متعيني بحديثك عنها
غادة:هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
شمس:وأمها الشمّوس بنت قيس أليس كذلك?
غادة:نعم...هي الشمّوس بنت قيس بن عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرح بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. والشموس هذه ابنة خال عبد المطلب.
شمس:ما شاء الله عليك استطعتي حفظ نسبها ونسب أمها كاملاً
غادة:لقد استمتعت كثيراً بالقراءة عنها حتى أعدت قراءتها مرات ومرات
شمس:جميل جميل أكملي فقد زدتني حماسا
غادة:سأحكي لك موقف إسلامها
شمس:حدثيني
غادة:كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فواضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير..
شمس:ثم ماذا حصل معها بعد ذلك؟
غادة:في حديث عائشة بنت أبي بكر عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله بعائشة: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.فعرضت الزواج من سودة بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول فأتى فتزوجها.
شمس:متى كان زواجها؟
غادة:كان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة
شمس:وهل كان لها أبناء من زوجها السابق؟
غادة:نعم...كان لديها ستة أبناء
شمس:ماذا قرأتي عنها أيضاً؟
غادة:لقد عرفت بالصلاح والتقوى أنها امرأة تحب الصدقات وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث
شمس:هي من نزلت بها آية الحجاب أليس كذلك؟
غادة:نعم
شمس:ما سبب نزولها؟
غادة:أسمعي لحديث يحيى بنت بكير قال حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة:
" أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم احجب نساءك فلم يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فخرجت سوده بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليلالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سوده حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله آية الحجاب "(2)
شمس:هل تعرفين كم روت من حديث روته؟
غادة:خمسة أحاديث..روى عنها عبد الله بن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.
شمس:بارك الله فيك لديك معلومات جيدة
غادة:وبارك الله في وقتك الذي تقضينه معي
شمس:متى توفيت سودة رضي الله عنها؟
غادة:توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية
شمس:سلام الله عليها
غادة:لما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم آية فاسجدوا"، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي (3)
شمس:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غادة:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضاه
شمس:حدثيني عن أمنا عائشة رضي الله عنها فإني بشوق لمعرفتها
غادة:رضي الله عنها...هي عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي
شمس:كيف كان زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
غادة:أخرج الترمذي أن جبريل جاء بصورتها في خرقة خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه زوجتك في الدنيا و الآخرة
شمس:متى تزوجها؟
غادة:لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم رضي الله عنها:
يا رسول الله ألا تتزوّج؟
قال:ومن؟
قالت:إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا.
قال:فمن البكر؟
قالت:ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر.
قال:فمن الثيب؟
قالت:سودة بنت زمعة.
قال:فاذهبي فاذكريهما عليّ.
فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة رضي الله عنهما، فقالت: "يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قالت: وددت، انتظري أبا بكر فإنه آت، فجاء أبوبكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، فقال: هل تصلح له؟ إنما هي بنت أخيه. فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: ارجعي إليه فقولي: أنت أخي في الإسلام وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي، فأتت أبا بكر فقال: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فأنكحه.(4)
شمس:كم كان عمرها آنذاك؟
غادة:كانت بنت ست سنين أو سبع...وأنها كانت قد خطبت (لجبير بن المطعم بن عدي) وأن أبا بكر وعده.. فلما طلبها رسول الله.. ذهب أبو بكر إلى المطعم ليكلمه بشأن هذه الخطبة فوجد عنده امرأته (أم جبير)، فبادرت أبا بكر وقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى تصبيه (فيرتد عن دينه) وتدخله في دينك الذي أنت عليه، فاقبل أبو بكر على المطعم وقال له: ماذا تقول أنت؟ فقال: إنها لتقول ما تسمع. فخرج من عنده واعتبر هذا الكلام يحلّه من وعده السابق.. فدعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه عائشة.
شمس:متى كان زواجها منه صلى الله عليه وسلم؟
غادة:كان بعد مرور عامين على وفاة خديجة بنت خويلد زوجته الأولى
شمس:وما سر الآية التي نزلت بها في سورة النور؟
غادة:اسمعي هذا الحديث الطويل وهو ما يسمى بحادثة الأفك عن ابن إسحاق عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه. فلما كان غزوة بني المصطلق خرج سهمي عليهن معه، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتي القوم الذين كانوا يرحلون لي فيحملونني ويأخذون بأسفل الهودج، فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.
قالت: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل، ثم أذن مؤذن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجتي، قبل أن يؤذّن في الناس بالرحيل، وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار (خرز يماني). فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري.
فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فألتمسته حتى وجدته، وجاء القوم خلافي الذين كانوا يرحّلون لي البعير ولم يشكّوا أني فيه، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب، قد انطلق الناس. قالت: فتلففت بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو افتقدت لرجع الناس إليّ.
قالت: فو الله! إني لمضطجعة إذ مرّ بي صفوان بن المعطّل السلمي رضي الله عنه، وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فلم يبت مع الناس، فرأى سوادي، فأقبل حتى وقف عليّ وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب. فلما رآني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون! ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا متلففة في ثيابي.
قال: ما خلّفك -يرحمك الله؟
قالت: فما كلمته، ثم قرّب إليّ البعير فقال: اركبي واستأخر عنّي.
قالت: فركبت، وأخذ برأس البعير فانطلق سريعا يطلب الناس، فوالله! ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس. فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي فقال أهل الأفك ما قالوا، فاضطرب العسكر ووالله! ما أعلم بشيء من ذلك.
ثم قدمنا المدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة لا يبلغني من ذلك شيء، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي. لا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي، كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك، فأنكرت ذلك منه.
كان إذا دخل عليّ وعندي أمـي تـمرضني. قال: (كيف تيكم) لا يزيد على ذلك.
قالت: حتى إذا وجدت في نفسي فقلت: يا رسول الله لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني. قال: لا عليك.
قالت: فانقلبت إلى أمي، ولا علم لي بشيء مما كان"
شمس:وكيف علمت بعائشة رضي الله عنها بذلك؟
غادة:اسمعي بقية الحديث رعاك الله تقول عائشة رضي الله عنها : " حتى إذا نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة. فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب. قالت: فوالله! إنها لتمشي معي إذا عثرت في مرطها. فقالت:
تعس مِسْطح!
قلت: بئس لعمر الله!.. ما قلت لرجل من المهاجرين شهد بدرا.
قالت: أَوَمَا بلغك الخبر يا بنت أبي بكر؟ 
قلت: وما الخبر؟
فأخبرتني بالذي كان من قول الأفك.
قلت: أو قد كان هذا؟
قالت: نعم والله لقد كان.
قالت: فوالله! ما قدرت على أن أقضي حاجتي، ورجعت، فوالله! مازلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي.
وقلت لأمي: يغفر الله لك! تحدث الناس بما تحدثوا به، ولا تذكرين لي من ذلك شيئا.
قالت: أي بنية! خففي عليك الشأن، فوالله! لقلّما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا كثّرن وكثّر الناس عليها.
قالت: وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم- ولا أعلم بذلك- فحمد الله وأثنى عليه! ثم قال: (أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق؟ والله! ما علمت منهم إلا خيرا. ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي).
قالت: وكان كِبْرُ ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مِسطح وحمنة بنت جحش وذلك أن أختها زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن امرأة من نسائه، تناصيني في المنزلة عنده غيرها، فأما زينب رضي الله عنها فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة فـأشاعت من ذلك ما أشاعت تضادّني لأختها، فشقيت بذلك.
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليّ، فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى عليّ خيرا وقال: يا رسول الله أهلك وما نعلم منهم إلا خيرا، وهذا الكذب والباطل، وأما علي فإنه قال: يا رسول الله، إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف. وسل الجارية فإنها ستصدقك فدعا رسول الله بريرة يسألها.
قالت: فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا ويقول: اصدقي رسول الله.
قالت: والله ما أعلم إلا خيرا، وما كنت أعيب على عائشة شيئا إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه، فتنام عنه، فتأتي الشاة فتأكله. "
شمس:كيف خرجت براءتها إذاً؟
غادة:تقول عائشة رضي الله عنها : " دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي. فجلس فحمد الله وأثنى عليه! ثم قال: (يا عائشة.. إنه قد كان ما بلغك من قول الناس، فاتقي الله. وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقوله الناس، فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة من عباده).
قالت: فو الله ما هو إلا أن قال لي ذلك، فقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا، وانتظرت أبوي أن يجيبا عنّي رسول الله فلم يتكلما.
قالت: و أيم الله! لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزّل الله فيّ قرآنا يُقرأ به ويُصلى به، ولكنّي كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذب الله به عنّي لما يعلم من براءتي، ويخبر خبرا، وأما قرآنا ينزل فيّ فو الله! لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك.
قالت: فلمّا لم أر أبوي يتكلمان قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله؟ فقالا: والله ما ندري بما نـجيبه. قالت: وو الله! ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام.
قالت: فلما استعجما علي استعبرت فبكيت ثم قلت: والله! لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله! إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس -والله يعلم أني منه بريئة- لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني.
قالت: ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره. فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: )فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون( 
قالت: فو الله! ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسجّي بثوبه، ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله! ما فزعت وما باليت قد عرفت أني بريئة، وأن الله غير ظالمي، وأما أبواي، فو الذي نفس عائشة بيده! ما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قاله الناس. قالت ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وانه ليتحدر من وجهه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن وجهه ويقول: (أبشري يا عائشة! قد أنزل الله عز وجلّ براءتك).
قالت: قلت الحمد لله!
ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القرآن في ذلك، ثم أمر بمسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت رضي الله عنهما، وحمنة بنت جحش رضي الله عنها وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدّهم"
شمس:ما أعظمك يا ربي...ماذا فعلت عائشة حينها؟
غادة: تقول رضي الله عنها : " قالت لي أمي: قومي إليه. فقلت: والله! لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل الذي أنزل براءتي، وأنزل الله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } الأحزاب : 11-20 "(5)
شمس:ما هو فضل عائشة رضي الله عنها؟
غادة:كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "(6)
شمس:عذراً على المقاطعة ولكن ما مناسبة هذا الحديث؟
غادة:اسمعي عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزلت آية التخيير بدأ بي رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة إني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان رضي الله عنهما فقلت يا رسول الله وما هو قال:  صلى الله عليه وسلم   قال: الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا *  وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا } [ الأحزاب : 28-29 ] قالت : فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبوي أبا بكر وأم رومان رضي الله عنهما فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم  ثم استقرأ الحجر فقال إن عائشة رضي الله عنها قالت كذا وكذا فقلن ونحن نقول مثل ما قالت عائشة رضي الله عنهن كلهن .(7)
شمس:لدي سؤال إن سمحتي؟
غادة:تفضلي
شمس:ما سبب نزول أية التخيير؟
غادة:روى أحمد ومسلم والنسائي عن جابر رضي الله عنه قال: "أقبل أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر، فاستأذن، فلم يؤذن له، ثم أذن لهما، فدخلا، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، وحوله نساؤه، وهو ساكت، فقال عمر: لأُكلمنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعله يضحك، فقال عمر: يا رسول الله، لو رأيت ابنة زيد -امرأة عمر- سألتني النفقة آنفاً، فوجأت عنقها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذه، وقال: هن حولي يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة، كلاهما يقول: تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده، وأنزل الله الخيار، وبدأها بعائشة رضي الله عنها(8)
شمس:أعتذر عن هذه المقاطعات..أكملي حديثك فضلها
غادة:كانت رضي الله عنها أفقه النساء على الإطلاق وهي أذكى أمهات المؤمنين وأحفظهن لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
شمس:هل كان الناس يذهبون لينالوا من علمها؟
غادة:نعم...كانت حجرتها تعد مجلساً للعلم حيث يأتي إليها طلاب العلم والمعرفة من مختلف الأقطار وكانت تحتجب عن الطلاب غير المحارم
شمس:تقول عائشة رضي الله عنها : " لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة " فما هذه التسع؟
غادة:تقول عائشة في إكماله حديثها الذي ذكرتيه : "لقد نزل جبريل ـ عليه السلام ـ بصورتي في راحته حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوجني"
شمس:هذه الأولى فما الثانية؟
غادة: " ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري "
شمس:هذه الثانية فما الثالثة؟
غادة:"ولقد توفي - صلى الله عليه وسلم - وإن رأسه لفي حِجري"
شمس:ماهي الرابعة؟
غادة: " ولقد قُبر في بيتي"
شمس:ماهي الخامسة؟
غادة: "ولقد حفّت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه، وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه فما يُبِينُني عن جسده"
شمس:ماهي السادسة؟
غادة:"وإني لابنة خليفته وصدِّيقه "
شمس:هذه السادسة فما السابعة؟
غادة: " ولقد نزل عُذْري من السماء "
شمس:ما الثامنة؟
غادة: " ولقد خُلقت طيبة وعند طيب "
شمس:والآن التاسعة فما هي؟
غادة: " ولقد وُعدت مغفرة ورزقاً كريماً"(9)
شمس:متى توفيت؟
غادة:توفيت رضي الله عنها وهي في السادسة والستين من عمرها وكان ذلك في شهر رمضان من السنة الثامنة والخمسين للهجرة بعد أن مرضت مرضاً شديداً ألزمها الفراش
شمس:من صلى عليها؟
غادة:صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وكان نائباً لمروان بن الحكم بالمدينة المنورة ودفنت في البقيع ليلاً
غادة:سلام عليك غاليتي هل أنت مستعدة لسماع شخصية هذا اليوم؟
شمس:وعليك السلام ورحمة الله وبركاته على أتم الاستعداد وبشغف
غادة:حبيبتي سوف يكون حديثنا اليوم عن إحدى زواجات النبي ومن أمهات المؤمنين ابنت صحابي جليل والخليفة الراشد أ عرفتي من تكون؟
شمس:لقد اشتاقت أذني لسماعها وعيني لقراءة سيرتها ،، فهل عرفتني بها؟
غادة:إنها السيدة الفاضلة أمنا حفصة رضي الله عنها وأرضاها
شمس:حفصة أم المؤمنين والسيدة الفاضلة أعرف بأنها زوجت رسول الله ولقد قلتي بأنها ابنت صحابي جليل فهل قلتي لي ابنت من؟
غادة:إنها السيدة حفصة تلتقي بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم أباها الفاروق<عمر بن الخطاب>?
شمس:وكيف تلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم؟
غادة:تلتقي في كعب بن لؤي بن غالب
شمس:أذكري لي نسبها كاملاً
غادة:هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
شمس:وكيف كان زواجها من رسول الله صلى عليه وسلم؟
غادة:لقد آلم عمر بن الخطاب أن يرى أبنته تترمل في شبابها
شمس:لحظه من فضلك تترمل!هل كانت متزوجة؟
غادة:نعم كانت متزوجة من خنيس بن حذافة السهمي وهو أحد الشباب السابقين إلى الإسلام وقد أسلم على يد أبو بكر الصديق قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم
شمس:إذا كيف مات خنيس رضي الله عنه ومتى كان ذلك؟
غادة:مات بعد غزة بدر متأثراً بجروح بالغة أصابته أثناء المعركة
شمس:عذرا غاليتي على مقاطعتي حديثك أكملي ما أوقفتك عليه
غادة:فعرضها عمر على الخليفة أبي بكر فلم يجبه بشيء
شمس:ولما؟
غادة:لأن رسول الله أخذت حفصة من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر بأنه يريد خطبتها
شمس:ثم ماذا حدث بعد ذلك؟
غادة:ثم عرضها على أمير المؤمنين عثمان فقال:لقد بدا لي اليوم ألا أتزوج
شمس:ثم ماذا فعل أباها في حالها؟
غادة:فشكا عمر إلى رسول الله حاله فقال رسول الله:يتزوجها من هو خير من عثمان فخطبها رسول الله منه
شمس:متى كان زواجها من رسول الله وكم كان صداقها؟
غادة:تزوجها الرسول في السنة الثالثة من الهجرة بصداق قدره 400درهم..
شمس:وكم كان عمرها آنذاك؟
غادة:كان عمرها عشرون عاما
شمس:في أي مرتبة هي من زوجات الرسول؟
غادة:هي ثالث زوجات رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر
شمس:لقد قدمت للإسلام الشيء الكثير فهل عرفتني بما قدمت؟
غادة:لقد جمعت الصحف المكتوب فيها القرآن عندها،،وروى لها البخاري ومسلم ستين حديثا
شمس:رضي الله عنها وأرضاها متى كانت وفاتها؟
غادة:توفيت رضي الله عنها في سنه إحدى وأربعين بالمدينة المنورة.
شمس:رضي الله عنها وأرضاها أسأل الله لي ولك وللكاتب وللقارئ أن يجمعنا بها في جنات نعيم
هاجر:اللهم آمين
شمس:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غادة:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضاه..أهلاً غاليتي
شمس:عن من سنتحدث اليوم؟
غادة:عن أمنا وأم المساكين زينب بنت خزيمة
شمس:يالروعة لقبها..شوقتني لمعرفتها
غادة:هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية
شمس:رائع..ماذا تعرفين عنها من نسبها ونشأتها؟
غادة:كانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين
شمس:كيف تزوجت رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم؟
غادة:تزوجت رسول الله بعد زواجه من فاطمة رضي الله عنها في وقت قصير بعد أن أستشهد زوجها عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب في غزوة بدر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في سنة 3 الهجرية
شمس:هل كان زواجه صلى الله عليه وسلم منها رحمة وشفقة عليها؟
غادة:يقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم تزوجها - بدافع الشفقة
شمس:ومن تولى زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم؟
غادة:أختلف في ذلك فعن ابن الكلبي:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها
شمس:وماذا عن القول الثاني؟
غادة:هو قول ابن هشام في السيرة : زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم
شمس:ما هي أبرز صفاتها؟
غادة:كانت أجود زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأبرهن باليتامى والمساكين حتى كانت تعرف بأم المساكين
شمس:متى توفيت؟
غادة:توفيت في الثلاثين من عمرها وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع
شمس:إذا كانت هي أول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة.
غادة:نعم..وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر رضي الله عنها وهناك روايات تقول بأنها ماتت بعد ثلاثة أشهر من زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم
شمس:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غادة:وعليكم السلام عزيزتي
شمس:إني مستعدة أكثر مما تتصورين لحديثنا اليوم
غادة:وهو ممتع أكثر مما تتصورين..إنه عن إحدى أمهات المؤمنين الصابرات المحتسبات
شمس:أضنني عرفتها أتقصدين أم سلمة رضي الله عنها
غادة:أحسنت عزيزتي...إنها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن عبد الأسد بن مخزوم
شمس:إذا هي مخزومية
غادة:صحيح...هي بنت عم خالد بن الوليد سيف الله المسلول رضي الله عنها
شمس:ماذا عن أبرز صفاتها؟
غادة:كانت تتمتع بجمال وشخصية قوية رضي الله عنها
شمس:وماذا عن زوجها السابق أبو سلمة
غادة:لقد توفاه الله ولها في ذلك قصة عجيبة
شمس:أرويها لي فإني بشوق كبير لها
غادة:هاجرت رضي الله عنها مع زوجها السابق إلى الحبشة وهناك أنجبت أطفالها [ زينب وسلمة وعمر درة ]
شمس:وماذا بعد؟
غادة:ثم هاجرت إلى المدينة مع المسلمين بعد صبر طويل وحاكيتها في ذلك عجيبة
شمس:أرويها لي يا غاليتي
غادة:لما رأت رجال بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم أبو سلمة وهو متهيئ للهجرة قاموا إليه فنزعوا حطام البعير من يده فأخذوا أم سلمة منه وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد رهط أبي سلمة فقالوا لا والله لا نترك ابننا عندها إذا انتزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابنها سلمة بينهم حتى خلعوا يده وانطلقوا به بنو عبد الأسد
شمس:وماذا حصل لأمنا أم سلمة؟
غادة:انطلق زوجها أبي سلمة إلى المدينة أما هي فكانت تخرج كل غداة وتجلس بالأبطح فما تزال تبكي حتى المساء
شمس:وهل أعادوا لها ابنها؟
غادة:بعد سنة أو قريباً منها مر بها رجل من بني عمها ورأف بحالها ورحمها فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون هذه المسكينة فرقتم بينها وبين ولدها؟ وهكذا أعادوا لها ابنها
شمس:ما أجمل صبرها حينما ضفرت بعودة ابنها...وماذا حصل لها بعد ذلك؟
غادة:خرجت وحيدة ليس معها غير ابنها إلا الله سبحانه وتعالى متوجهة نحو المدينة
شمس:كانت وحدها طوال الطريق؟
غادة:لا فمن رحمة الله عليها أن كانت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة فقال لها :إلى أين؟
شمس:هل أجابته؟
غادة:نعم..قالت له:أريد زوجي إلى المدينة
شمس:ماذا قال لها؟
غادة:سألها أإذا كان معها أحد أم لا؟ ولقد أجابته : لا والله إلا الله ثم ابني هذا
شمس:وماذا فعل لها؟
غادة:قال:والله مالك من مترك ثم  أنطلق معها وكان خير صاحب بأمانته حتى أقدمها المدينة فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : زوجك في هذه القرية فأدخليها على بركة الله ثم انصرف راجعاً إلى مكة
شمس:كيف مات زوجها أبي سلمة رضي الله عنه؟
غادة:مات متأثراً بجراحه بعد غزة أحد ومكث شهراً يداويها مع زوجته أم سلمة وحين شفي بعثه رسول الله على رأس سرية لقتال بني أسد فعاد منتصراً حاملاً الغنائم والبشرى لرسول الله ولكن جرحه القديم عاد له مرة أخرى ينزف دماً حتى مات
شمس:ماذا فعلت أمنا أم سلمة رضي الله عنها؟
غادة:بقيت حزينة على فراق زوجها لا تعرف من هو خيراً منه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
شمس:هكذا تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم!
غادة:قبل ذلك خطبها أبو بكر فلم تقبل وخطبها عمر بن الخطاب فلم تقبل
شمس:لماذا؟ هما من خير الصحابة رضوان الله عليهما
غادة:كانت حجتها أنها مسنة ومعها أولاد صغار
شمس:إذا كيف كان زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
غادة:دخل عليها رسول الله  صلى الله عليه وسلم يواسيها في مصيبتها وهي جالسة على حصير فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلي قلب أم سلمة قائلاً لها سلي الله يؤجرك في مصيبتك خيراً فقالت: رضي الله عنها ومن يكون خيراً من أبي سلمة يا رسول الله؟
شمس:ماذا فعل لها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
غادة:خرج من بيتها فأرسل حاطب بن أبي بلتعة يخطبها له وفرحت أشد الفرح من هذا الزواج وكيف لا تفرح والذي يتزوجها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها تذكرت أنها امرأة مسنة وأم أيتام وشديدة الغيرة فقالت لحاطب بن أبي بلتعه قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني امرأة غيرى ومسنة وأني مصبية وليس من أوليائي شاهد
شمس:وهل قال حاطب لرسول الله ما قالته؟
غادة:نعم
شمس:ماذا رد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
غادة:أنه سيدعو الله عز وجل أن يذهب غيرتها وأن سنه أكبر من سنها وأن الله عز و جل سيكفيها صبيانها وهم على الله ورسوله أما أولياؤها فليس أحد منهم إلا سيرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
شمس:من كان وليها في زوجها؟
غادة:ابنها هو من زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
شمس:كيف كان رسول الله صلى الله عليه مع أبنائها؟
غادة:كان الأب لهم فإذا دخل البيت يقلب بصره فيه ويقول أين زمان ما فعلت زناب وأين زناب؟
شمس:أكان يقصد زينب؟
غادة:نعم..فهو الرؤوف الرحيم والزوج الوفي والزوج الذي لا ينسى أصحابه في محنتهم
شمس:ماذا عن فضلها؟
غادة:كانت راوية للحديث وهي المرجع في الأحكام والفتاوى بعد عائشة رضي الله عنها
شمس:متى توفيت؟
غادة:توفيت في الثمانين من عمرها وكان ذلك سنة إحدى وستين على الصحيح وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه ودفنت في البقيع رضي الله عنها وهي أخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وفاة
شمس:رضي الله عنها
شمس:ماذا تعرفين عن زينب بنت جحش؟
غادة:هي امرأة من بين نساء العالمين اختارها الله تعالى ليزوجها نبيه بغير شهود ولا ولي فقد كان الله وليها والملائكة والمؤمنون جميعا شهودها.وكفى بذلك فضلا.
شمس:هل تتصل بها بالرسول صلى الله عليه وسلم صلة قرابة؟
غادة:نعم...إنها قرشية هاشمية ابنة عمة رسول الله ، وأيضا هي من السابقين إلى الإسلام
شمس:كيف تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم؟
غادة:قصة زواجها عجيبة فلقد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حبه زيد بن حارثه وكان قد قدر الله ألا تدوم العشرة بينهما
شمس:وماذا فعل زيد رضي الله عنه؟
غادة:ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو له حاله فقال له صلى الله عليه وسلم : " اتق الله ،وأمسك عليك زوجك "(10)
شمس:وماذا فعل بعد ذلك؟
غادة:طلق زيد زوجته زينب رضي الله عنهما
شمس:ثم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم أليس كذلك؟
غادة:خشي أن يقول الناس:أن محمد تزوج امرأة ابنه،وكان النبي قد تبنى زيدا واتخذه ابنا على عادة العرب قبل الإسلام وأراد الله تعالى إبطال ما كان عليه العرب من عادة التبني فكون النبي سيتزوج بامرأة من يدعى ابنه أدعى إلى قبول المسلمين لهذا الحكم الشرعي.ونزل قوله تعالى : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } الأحزاب : 37
شمس:رائع أكملي
غادة:لما انقضت عدة زينب قال الرسول لزيد بن حارثة(اذكرها علي)فانطلق زيد فقال يا زينب ابشري أرسل رسول الله يذكرك فقالت:ما أنا بصانعه شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها،ونزل القران وجاء رسول الله حتى دخل عليها بغير إذن فنزل قوله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا } الأحزاب : 37 (11)
شمس:قصتها عجيبة حقاً
غادة:بالفعل فقد كان في علم الله تعالى إن زينب بنت جحش ستكون من الزوجات اللائي يدخلن بيت النبوة وقد كان وهكذا زوجها الله من فوق سبع سموات ولها إن تفخر بذلك ،وتقول:زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات.
شمس:ما فظل زينب بنت جحش عن سائر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم؟
غادة:أسمعي قول محمد بن كعب القرضي رحمه الله : كان عطاء زينب بنت جحش اثني عشر ألف درهم ولم تأخذه إلا عاما واحدا حمل اليها12الف درهم فجعلت تقول اللهم لا يدركني قابل هذا المال فأنه فتنة ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة حتى أتت عليه.
فبلغ ذلك عمر فقال:هذه امرأة يراد بها خيرا،فوقف على بابها وأرسل السلام وقال:قد بلغني ما فرقت فأرسل إليها بألف درهم يستنفقها فسلكت بها طريق ذلك المال.
شمس:ما أروعها من إنسانه وما أكرمها
غادة:لقد كانت زينب تتفانى في تقديم الصدقات حتى صارت امرأة تحب الصدقات حبا شديدا فهذه شهادة لها بذلك من امرأة أخرى تشاركها في بيت النبوة وما اصدق تلك الشهادة الصادرة من زوجة أخرى تشاركها في بيت النبوة
شمس:لقد تذكرت حديث عائشة عن زينب بنت جحش رضي الله عنهما
غادة:ما هو؟
شمس:تقول عائشة الصديقة :لم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقه وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي يتصدق به ويتقرب به إلى الله.
غادة:رضي الله عنهما..ولذلك بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أول زوجاته لحاقاً به بعد موته
شمس:هل ذكرتي لي الحديث؟
غادة:لقد بشرها النبي بفضلها في تقديم الصدقات وأبان عن كرمها وعظمة سخائها فقال لهن في معجزة نبوية : :" أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا "  تقول عائشة : فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق.(12)
شمس:صدقاً ما أعظم الصدقات
غادة:وما يزيدك عجباً أن وليمتها من الولائم المشهورة بين زوجات النبي في فضل طعامها وشرابها وبركته
شمس:وما الدليل على ذلك؟
غادة:فقد كانت وليمة ذات سخاء وكرم كما قال أنس بن مالك:  (أولم رسول الله حين ابتنى بزينب بنت جحش فأشبع المسلمين خبزا ولحما) (13)
شمس:وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفضلها من بين زوجاته؟
غادة:لا بالطبع...قال بعض أهل العلم : إن ذلك لم يكن قصدا لتفضيل بعض النساء على بعض بل باعتبار ما اتفق وجوده وأنه صلى الله عليه وسلم لو وجد شاة في كل منهن لأولم بها،لأنه كان أجود الناس ولكن لا يبالغ فيما يتعلق بأمور الدنيا في التأنق.
شمس:كانت رضي الله عنها تحب الصدقات بشدة ؟
غادة:نعم...كانت تحبها حتى الموت فأسمعي فعن القاسم بن محمد قال : قالت زينب حين حضرتها الوفاة : " إني قد أعددت كفني ، وإن عمر سيبعث لي بكفن فتصدقوا بأحدهما ، وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا " (14)
شمس:ما معنى دليتموني؟
غادة:أي إذا أنزلتموني إلى حفرتي تصدقوا بحقوي أما الحقو والحقوة والحقاة كلها بمعنى واحد وهو الأزار الذي يشد به الجسد فوق الثياب
شمس:متى توفيت رضي الله عنها؟
غادة:سئلت أم عكاشة بن محصن كم بلغت زينب بنت جحش يوم توفيت؟فقالت:قدمنا المدينة للهجرة وهي بنت بضع وثلاثين وتوفيت سنة عشرين وكانت ابنة 53سنة .
شمس:سلام الله عليها وعلى المحبة للصدقات
غادة:لنتحدث جويرية بنت الحارث
شمس:كان اسمها في السابق بره فغيرها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جويرية
غادة:ما أعرفه عنها أنها جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بنت حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة
شمس:أتعرفين من هو أبوها؟
غادة:هو سيد وزعيم بني المطلق
شمس:أين نشأت؟
غادة:عاشت جويرية رضي الله عنها في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العرافة والأصالة
شمس:هل تزوجت قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم؟
غادة:نعم..تزوجت مسافع بن صفوان
شمس:من يكون مسافع؟
غادة:هو أحد فتيان خزاعة
شمس:كم كانت تبلغ من العمر حين ذاك؟
غادة:لم تتجاوز العشرين من عمرها رضي الله عنها
شمس:كانت رضي الله عنها من أجمل النساء
غادة:كما أنها كانت تتصف بالعقل والرأي السديد
شمس:ذات خلق كريم وفصاحة
غادة:كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سيرتها ، وكانت واعية نقية تقية وورعة وفقيهة
شمس:ماذا تعرفين عن فضلها؟
غادة:كانت ناقلة للحديث وقد بلغ مسندها في كتاب " بقس بن مخلد " سبعة أحاديث ومنها أربعة في " الكتب الستة " وعند " البخاري " حديث وعند " مسلم " حديثان
شمس:متعينا بحديث من روايتها
غادة:هذا حديث أخرجه الإمام البخاري رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال : " أصمتِ أمس ؟ " قالت : لا . قال : " تريدين أن تصومي غداً ؟ " قالت : لا . قال : " فأفطري " (15)
شمس:هذا الحديث يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه
غادة:عاشت السيدة جويرية رضي الله عنها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم راضية مرضية
شمس:متى كانت وفاتها؟
غادة:وتوفيت في شهر ربيع الأول من السنة الخمسين من الهجرة النبوية الشريفة وشيع جثمانها في البقيع وصلى عليها مروان بن الحكم رضي الله عنها
شمس:لقد كانت وفاتها في نفس السنة التي توفيت بها السيدة الفاضلة صفية بنت حيي رضي الله عنهن جميعاً
شمس:حدثيني صفية بنت حيي بن أخطب
غادة:أتعرفين لمن يتصل نسبها؟
شمس:لا..لمن؟
غادة:يتصل بسيدنا هارون النبي عليه الصلاة والسلام
شمس:أين ولدت ومتى كانت ولادتها؟
غادة:لا يعرف بالضبط تاريخ ولادة السيدة صفية رضي الله عنها ، ولكنها نشأت في الخزرج كانت في الجاهلية من ذوات الشرف
شمس:ماذا كانت ديانتها في الجاهلية؟
غادة:كانت يهودية من أصل المدينة
شمس:أذكر أني قرأت مرة عن اسمها وأضن أن أمها هي برة بنت سموال !
غادة:صحيح ضنك..وماذا تعرفين عن فضلها؟
شمس:هي من رواة الحديث ولها في كتب الأحاديث عشرة أحاديث
غادة:لكن لم يخرج منها في الصحيحين غير حديث واحد متفق عليه
شمس:وأنت ماذا تعرفين عن وفاتها؟
غادة:توفت السيدة صفية رضي الله عنها في المدينة المنورة في عهد الخليفة معاوية
شمس:توفيت رضي الله عنها في السنة الخمسين من الهجرة
غادة:ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً
شمس:لقبت إحدى أمهات المؤمنين بالمحجبة فمن هي؟
غادة:أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
شمس:من نسبها يتضح لي أنها من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم
غادة:نعم...وليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها
شمس:هل أبوها أبي سفيان هو زعيم ورئيس قريش؟
غادة:نعم
شمس:كان في بداية الدعوة العدو اللدود للرسول صلى الله عليه وسلم
غادة:وأخوها معاوية بن أبي سفيان
شمس:هل هو الخليفة في العهد الأموي؟
غادة:نعم...ولمكانة وجلالة منزلة أم حبيبة في دولة أخيها ( في الشام ) قيل لمعاوية " خال المؤمنين "
شمس:هل تعرفين قصة زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم؟
غادة:نعم..طويلة فأسمعيها
شمس:إني مستمعة فأرويها
غادة:أسلمت أم حبيبة مع زوجها عبيد الله بن جحش في مكة ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة مع امرأته أُم حَبيبَة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها- فلما قدِمها تنصَّر وفارق الإسلام حتى مات هنالك نصرانياً
تقول أُمّ حبيبةَ : رأيت في المنام كأن عُبيد الله بن جحش بأسوأ صورة وأشوهه، ففَزِعت فقلت: تغيَّرت والله حاله؛فإذا هو يقول حين أصبح: يا أُمَّ حبيبة! إني نظرت في الدّين فلم أرَ ديناً خيراً من النصرانية وكنت قد دِنْتُ بها ثم دخلت في دين محمّد ثم رجعت إلى النصرانية،فقلتُ: والله ما خير لك، وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيت له، فلم يَحْفل بها وأكبّ على الخمر حتى مات.‏
ثم رأت في منامها أن هناك منادياً يناديها بأم المؤمنين، فأولت أم حبيبة بأن الرسول سوف يتزوجها
شمس:وهل تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك؟
غادة:تروى أم حبيبة تقول: ما شعرت وأنا بأرض الحبشة إلا برسول النجاشي، جارية يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ووهنه، فاستأذنت علي، فأذنت لها
فقالت: إن الملك يقول لك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجكه.
فقلت: بشرك الله بالخير.
وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك.
شمس:من كان وليها؟
غادة:تقول رضي الله عنها في تكملة حديثها : فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، وأعطيت أبرهة سوارين من فضة، وخذمتين من فضة كانتا علي، وخواتيم من فضة في كل أصابع رجلي سروراً بما بشرتني به، فلما أن كان من العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب، ومن كان هناك من المسلمين أن يحضروا.
وخطب النجاشي وقال: الحمد لله الملك القدوس المؤمن العزيز الجبار، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم، أما بعد:
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أصدقها أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير بين يدي القوم.
فتكلم خالد بن سعيد فقال: الحمد لله أحمده وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد:
فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفع النجاشي الدنانير إلى خالد بن سعيد فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا فإن من سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا.
شمس:قصتها في غاية العجب
غادة:لقد روت عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ عددها 65حديثاً وقد أتفق لها البخاري ومسلم على حديثين
شمس:عن ماذا؟
غادة:إحداهما عن تحريم الريبة والأخر عن الزواج من أخت الزوجة
شمس:متى توفت هذه السيدة الفاضلة
غادة:توفيت رضي الله عنها سنة 44 بعد الهجرة ودفنت في البقيع
شمس: غادة اليوم قراءة عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها..
غادة: رضي الله عنها
شمس: هل تعرفين عن هذه الشخصية شيئا ؟
غادة: نعم ولكن معلوماتي عنها بسيطة هل لا اخبر تيني عن هذه الشخصية العظيمة؟
شمس: نسبها الشريف هي ميمونة بنت الحارث  بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
غادة : لقد تزوجها الرسول الله صلى الله عليه وسلم  في السنة 7هـ ..
شمس: نعم في وقت فراغه من عمرة القضاء .. وهي من وهبت نفسها للرسول عليه الصلاة والسلام ..
غادة: هي التي  نزل فيها قوله تعالى: { وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }الأحزاب :50
شمس: نعم .. رضي الله عنها..
غادة :هل تعرفين كيف وهبت نفسها لرسول صلى الله عليه وسلم؟
شمس: نعم ..وهبت نفسها للرسول عليه الصلاة والسلام وذلك بعد أن بعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله" فنزلت فيها هذه الآية
غادة : لقد كانت صادقة مع نفسها .. صادقة مع مشاعرها .. لم تبال بما يقول المنافقون..
شمس: نعم .. توفيت رضي الله عنها سنه 51هـ  بعد عودتها من الحج
غادة  : من صلى عليها ؟
شمس : ابن أختها عبد الله بن العباس
غادة : أين دفنت ؟
شمس :في المكان  الذي زفت فيه إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بسرف.
غادة : أين يقع هذا المكان الآن ؟
شمس : يقع على طريق المدينة المنورة / مكة المكرمة قبل الوصول إلى مسجد التنعيم بعشرة كيلومترات، داخل سور على يمين القادم إلى مكة المكرمة
غادة : هل تعلمين ماذا قالت عنها عائشة رضي الله عنها ؟
شمس : لا ... مــاذا قالت .. ؟
غادة : قالت عنها عائشة رضي الله عنهن : (ذهبت والله ميمونة.. أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم).(16)
شمس : ما أروع تلك الشخصية وتلك السيرة
غادة: نسأل الله العظيم أن يجمعنا بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن
شمس : اللهم آمــــــين







1-الراوي: عائشة المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/126
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
2-الراوي: - المحدث: الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 3/453
خلاصة حكم المحدث: غريب بهذا اللفظ
3-الراوي: عكرمة المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1197
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
4-الراوي: عائشة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/228
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث‏‏
5-
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 288
خلاصة حكم المحدث: القصة صحيحة وهي عند البخاري ومسلم نحو ما هنا
6-
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3770
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
7-الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2468
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
8-الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1478
خلاصة حكم المحدث: صحيح
9-الراوي: عائشة المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم: 2/141
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
10-الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7420
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
11-الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1428
خلاصة حكم المحدث: صحيح
12-الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2452
خلاصة حكم المحدث: صحيح
13-الراوي: أنس بن مالك المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 5/103
خلاصة حكم المحدث: صحيح
14-الراوي: القاسم بن محمد المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/314
خلاصة حكم المحدث: [روي] من وجه آخر
15-الراوي: جويرية بنت الحارث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1986
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
16-الراوي: يزيد بن الأصم المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/412
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


تم التأكد من الأيات من هنا

وتم التأكد من الأحاديث من هنا


تقبلوا تحيات أخواتكم في مجموعة [ رياحين الدعوة ] :ـ


دمعة أخت شهيد
الأثير
همي رضا ربي
إحساس قلم
شموخ ساكنة
أوطار الزمن
شغاف الروح
روح طفلة
دمعة خفوق